السبت، 21 يوليو 2018

قصاصة عبر الأزمان


ثمة رسائل لابد لها أن تحترق و قصائد لابد أن تلتهمها النيران . ليست أيامنا التي قضيناها الا كصفحات كتاب غطته الأتربة و أكسبته بعضا من رمادية التيه . يتخلل الزمن خلال شق الخوف كأفعى تتصيد فأرا 

في ظلام الأحراش . حينها تصبح أنت عدوك الأوحد و ينسرب الحب منك و تنصرف عنك معانيه ، تمسك قلما و تأتي بورقة و تنهال عليها بحروف لا تعلم عنها الا أنها حروف حروف يخطها خاطرك، وترسمها أصابعك . أكره المفترق أكره الاختيار ورغم هذا أكره الانقياد و أهفو إلى كل ما يجعلني حرا إلى كل ما يرجعني عصفورا كما كنت أنا في عالمي الآخر. أحب الصباح يذكرني كما أنا حي الآن كم أنا اتنفس و أكره فيه استدامته و صرامة مواعيده كجلاد يحمل السوط فوق جياع يحلمون بلقمة عيش و ثوب جديد . أحب المساء يلفتني الى مزيد من الخيال و يحملني إلى شيء من الاطمئنان و أكره فيه غموضه و دموعه و قصائده التي لا تكتمل و وحيه الذي ينقطع عن حاملي عبء الرسالة الرسالة التي لم تقرأها صاحبتها بعد .
أسمع في المساء جدي يتأوه أو يقرأ القرآن . وفي الصباح أسير في جنازة جدي و أدفن جدي و أتلمس قبر جدي . أتناول مع جدي الفطور في الصباح و أشاهد معه نشرة الأخبار وفي المساء أتسامر مع جدي وأشرب مع جدي الشاي و في الصباح أسير في جنازة جدي و أدفن جدي و أتلمس قبر جدي . وان أردت الحقيقة فأنا لم أقو أن أهيل على جثة جدي ولو حفنة من تراب .  .ليتك الان معي فقد كنت كقصيدتي التي أتأملها حين يعجزني لساني عن وصف ما يضيق بيه صدري و ينأى يه كتماني