لم تكن الاولى و لن تصبح تلك آخر أحزانك أبدا فقط يبدو
الأمر من ظاهره أنك تترصد الأخطاء و أنك تستهوى المزالق ولعاً بها . وكأنك قد جبلت
على أن تخطئ أهدافك فقط لأن في الحزن راحة لا بأس بها و لأن للدموع استكانة تعلمها
دموعك جيدا حين تمر بها نسمة صيفية ترفق
بها و تكفكف عنها .
أنا مثل باقي البشر ولكن لا أحد منهم يشبهني ، ولكننا نصبح واحدا حين نشتاق وحين نهوى و حين
نفقد وحين نعتاد ، كأن الله أراد لنا الشقاء أحيانا لأن ساعات الفرحة العارمة لا
تدوم طويلا لذلك كان لابد لنستشعرها و لتبقى بمذاقها في مداركنا كان لابد أن
يسبقها شقاء و يتبعها شقاء .
أخي حيث أنت حيث أشعر بك و حيث لا تراك مقلتاي ولا تلمسك
يداي ، أنا رسالتك التي تترصدها طيلة أعوام من الشخص الذي تنتظره منذ مهدك و
طفولتك ، لا يهم أسمي ولا يهم عمري لا يهم أي شيء سوا ما سأخبرك اياه ، أنا أعلم
عنك كل شئ وكنت بجوارك لا أبرحك أعلم كم خطوة ليلية هائمة وحيدا مشيت و كم قبضة
على الجدران من الخيبة و الخذلان بها هويت
، لقد ظللت مرآتك دوما ، كنت صورتك وصداك ، يهمني فقط أن تعلم بوجودي حولك و
مؤازرتي لك مهما طال عمرنا أو قصر و مهما عصف بنا الزمان ونالت منا نوائبه ، كم
بكيت لك حين رأيتك تنتحب من الخيبة والخذلان ، كم دعيت الله لك ليرفع عنك ما ألم
بك و أرهق روحك . أخي و أنا أحملك اليوم على عاتقي و أسير بك الى مثواك ، لتعلم
أني أودعتك شيئا من روحي فاحفظه أما عني فليعينني الله على ما ثقل ما أودعتني و
عظيم ما تحمل ذكراي ، أخي وصديقي و حبيبي أشتقت اليك هذا كل ما في الأمر .....