لا تستطيع ان تتبين فداحة الخسارة لانك لم
تذق طعم الانتصار قط وحدهم الشهداء فعلوا"
اتساءل هل صارت الارض عفنة ونجسة الى ذلك الحد ، لدرجة أن أدرك الاطهار منا ذلك فجادوا على الارض بعبق دماءهم و ارواحهم الزكية كي يمنحونا صلاحية اطول للعيش .
ان الدوام لله وهم منه واليه ، لقد عاشوا قدر ما كتب لهم وماتوا عندما كتب لنا ان نعيش - نحن- امواتا ، ان العيون التي لا تبصر أحمر الدم كيف لها ان تبصر أخضر النعيم على ارضكم السوداء ، ان الأنف التي لا تميز قدسية الدم كيف لها ان تستنشق الورود التي قُطفت قبل اوانها فذبلت لها باقي النواضر اليانعة و تراخت رثاءً لها الأفرع المتصلبة .
لله كيف يحق لنا العيش بعد ان ذهب أفاضلنا و انتصر فينا العجز على الحياء ، أتعجب كيف لم نمت خجلا من أنفسنا الى ذلك الحين ، تتجدد الذكرى لتذكي جذوة الغضب الذي لم يترجم بعد ، لتعلمنا كيف نبغض كل تفاصيل ذلك الوطن القاسي ، لتربي فينا التبلد و اليأس و كأنها تقهقه ساخرة منا " كم أنتم حمقى وكم أنتم ضعفاء "
ها هي الأيام تتوالى شيئا فشيئا و رغم عظم الخبر الا أنه بات يندثر ، و يتوارى الا في قلوب من عاشوه ، الى أن تحين تلك اللحظة التي سيفرض فيها الحق كلمته و يلتمع سيف الفصل في سماء طالما غرقت في ظلام الظلم و الآلام ، حينها فقط سيعلم الجميع فداحة الخسارة و طعم الانتصار .
تستطيع وقتها أن تنجب طفلا لا تخاف عليه من رصاصة طائشة ، تراقبه يكبر أمامك وتكبر معه أحلامه ، تراقب انفراج بسماته و انفجار ضحكاته و بكائه حين يهم بالبكاء ، بامكانك أن تراه يشب و ينتصب جذعه و يتفتح عقله ليكتشف حبه للهندسة ، اتركه لا تخاف عليه من رصاصة طائشة تستقر بين أضلعه .
في عالم موازِ ، تخرج في كلية الهندسة ذلك الشاب الذي على الجدران ، ربما كنت لتاقبله في هيئة التجنيد في طابور دام ساعات و الشمس تتكبد السماء ، تطلب منه شربة ماء فيعطيك الزجاجه كاملة قائلا لك " احتفظ بها أنا لا أريدها " ، ربما صادفك الحظ لتكون ضمن كتيبته في الجيش ربما كان ليحمل ذات السلاح الذي قتل به ، ولكنه رحيم بقاتله كان ليعطيه شربة ماء .
ربما كان سينال الاعفاء من الخدمة العسكرية لسبب ما ، منها أن الشهداء لا يحق لهم حمل السلاح أو ارتداء الميري .
والدته تلك تعلم جيدا أنه في مكان أفضل لذلك فضلا منك - لا تخبرها بذلك ، أخبرها أن "محمد رضا " ذللك الفتى حيُ هنا في قلوب من عرفوه ، فدماؤه هو ومن سبقوه ومن خلفوه لم تجف في عروقنا بعد .
اتساءل هل صارت الارض عفنة ونجسة الى ذلك الحد ، لدرجة أن أدرك الاطهار منا ذلك فجادوا على الارض بعبق دماءهم و ارواحهم الزكية كي يمنحونا صلاحية اطول للعيش .
ان الدوام لله وهم منه واليه ، لقد عاشوا قدر ما كتب لهم وماتوا عندما كتب لنا ان نعيش - نحن- امواتا ، ان العيون التي لا تبصر أحمر الدم كيف لها ان تبصر أخضر النعيم على ارضكم السوداء ، ان الأنف التي لا تميز قدسية الدم كيف لها ان تستنشق الورود التي قُطفت قبل اوانها فذبلت لها باقي النواضر اليانعة و تراخت رثاءً لها الأفرع المتصلبة .
لله كيف يحق لنا العيش بعد ان ذهب أفاضلنا و انتصر فينا العجز على الحياء ، أتعجب كيف لم نمت خجلا من أنفسنا الى ذلك الحين ، تتجدد الذكرى لتذكي جذوة الغضب الذي لم يترجم بعد ، لتعلمنا كيف نبغض كل تفاصيل ذلك الوطن القاسي ، لتربي فينا التبلد و اليأس و كأنها تقهقه ساخرة منا " كم أنتم حمقى وكم أنتم ضعفاء "
ها هي الأيام تتوالى شيئا فشيئا و رغم عظم الخبر الا أنه بات يندثر ، و يتوارى الا في قلوب من عاشوه ، الى أن تحين تلك اللحظة التي سيفرض فيها الحق كلمته و يلتمع سيف الفصل في سماء طالما غرقت في ظلام الظلم و الآلام ، حينها فقط سيعلم الجميع فداحة الخسارة و طعم الانتصار .
تستطيع وقتها أن تنجب طفلا لا تخاف عليه من رصاصة طائشة ، تراقبه يكبر أمامك وتكبر معه أحلامه ، تراقب انفراج بسماته و انفجار ضحكاته و بكائه حين يهم بالبكاء ، بامكانك أن تراه يشب و ينتصب جذعه و يتفتح عقله ليكتشف حبه للهندسة ، اتركه لا تخاف عليه من رصاصة طائشة تستقر بين أضلعه .
في عالم موازِ ، تخرج في كلية الهندسة ذلك الشاب الذي على الجدران ، ربما كنت لتاقبله في هيئة التجنيد في طابور دام ساعات و الشمس تتكبد السماء ، تطلب منه شربة ماء فيعطيك الزجاجه كاملة قائلا لك " احتفظ بها أنا لا أريدها " ، ربما صادفك الحظ لتكون ضمن كتيبته في الجيش ربما كان ليحمل ذات السلاح الذي قتل به ، ولكنه رحيم بقاتله كان ليعطيه شربة ماء .
ربما كان سينال الاعفاء من الخدمة العسكرية لسبب ما ، منها أن الشهداء لا يحق لهم حمل السلاح أو ارتداء الميري .
والدته تلك تعلم جيدا أنه في مكان أفضل لذلك فضلا منك - لا تخبرها بذلك ، أخبرها أن "محمد رضا " ذللك الفتى حيُ هنا في قلوب من عرفوه ، فدماؤه هو ومن سبقوه ومن خلفوه لم تجف في عروقنا بعد .