ها أنت أيها الكاتب التعس ،قد
خانتك الخواطر و هجرتك الذكرى ، فلا قصة
تحكيها ، و لا بشرى بحلول فكرة ، ليلتك
تلك القاتمه و حدها شاهدك الوحيد على أن الفراغ الذي بداخلك من الممكن أن يزدحم ببعض مما لا تعرفه .
يحاول أن يكون رومانسيا حالما ولكن سرعان ما يفشل فور اكتشافه أن سقف
الغرفة قد حال بينه وبين السماء . يعبث في أدراجه فيرى ما لا يرضيه ، وجد بداية
جيدة لقصيدة لم يكملها و لربما كان سيكملها القارىء في قرارة نفسه و
شعوره ، وردة ذابلة أبى أن يُفقدها آخر
فرص الوجود ، قصاصات طال بها العمر تصارع من أجل البقاء بعيدا عن صندوق القمامة لتبعث في ذكراه شيئا ما .
صمتك أشبه بصمت الركاب في الحافلة
، صمت الجنازات ، صمت الطلاب في انتظار النتائج ، صمت بائع الجرائد في ليلة قارصة البرودة بعد أن فقد
الأمل في بيع المزيد ، صمت طبيب حذر ، صمت عائشة عند حادثة الافك ، صمت العذراء " يا مريم لقد جئت شئيا بغيا "
، صمت من طال حديثه فمل عن الكلام
، صمت من تيقن أن الكلام بات لا يجدي نفعا
ولا يشتري خبزا ولا يحل أزمة ولا ينتقم لمظلوم ، صمت من علق أمانيه على الكلام
فخذله الكلام ، كوامن ما بداخلك لا طاقة للكلام بحملها فاستقرت بثقلها مكانها خائرة لا تقوى على الخروج ، صمت من يخفي الكثير ويخاف أن يزل لسانه فيهتك
ستر سرائره ، أ لا تلقي
خطابا على جموع من ورق ، يا لزعامتك الحمقاء
، ألن يسمعك أحد !!
خرج عن صمته ليطلب مني ورقة بيضاء وعلى رأسها كتب :
"تبا للكلام اذا استمعت تعاطفا و اذا رددت تفلسفا و اذا اتهمت تعسفا ، هذا أنا بكم و بدونكم "
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق