الأحد، 26 نوفمبر 2017

الكاتب التعس

ها أنت أيها الكاتب التعس  ،قد خانتك الخواطر و هجرتك الذكرى  ، فلا قصة تحكيها ،  و لا بشرى بحلول فكرة ، ليلتك تلك القاتمه و حدها شاهدك الوحيد على أن الفراغ الذي بداخلك  من الممكن أن يزدحم ببعض مما لا تعرفه .
يحاول أن يكون رومانسيا حالما ولكن سرعان ما يفشل فور اكتشافه أن سقف الغرفة قد حال بينه وبين السماء . يعبث في أدراجه فيرى ما لا يرضيه ، وجد بداية جيدة  لقصيدة لم يكملها  و لربما كان سيكملها القارىء في قرارة نفسه و شعوره  ، وردة ذابلة أبى أن يُفقدها آخر فرص الوجود ، قصاصات طال بها العمر تصارع من أجل البقاء بعيدا عن صندوق القمامة لتبعث في ذكراه شيئا ما .
 صمتك أشبه بصمت الركاب في الحافلة ، صمت الجنازات ، صمت الطلاب في انتظار النتائج ،  صمت بائع الجرائد في ليلة قارصة البرودة بعد أن فقد الأمل في بيع المزيد ، صمت طبيب  حذر ،  صمت عائشة عند حادثة الافك ، صمت  العذراء " يا مريم لقد جئت شئيا بغيا  "  ، صمت من طال حديثه فمل  عن الكلام ، صمت من تيقن أن الكلام بات  لا يجدي نفعا ولا يشتري خبزا ولا يحل أزمة ولا ينتقم لمظلوم ، صمت من علق أمانيه على الكلام فخذله الكلام ، كوامن ما  بداخلك  لا طاقة للكلام  بحملها فاستقرت بثقلها مكانها  خائرة لا تقوى على الخروج  ، صمت من يخفي الكثير ويخاف أن يزل لسانه فيهتك ستر  سرائره  ، أ لا تلقي خطابا على جموع من ورق  ، يا لزعامتك الحمقاء ، ألن يسمعك أحد !!
خرج عن صمته  ليطلب مني  ورقة بيضاء وعلى رأسها كتب :
"تبا للكلام اذا استمعت تعاطفا و اذا رددت  تفلسفا و اذا اتهمت تعسفا  ، هذا أنا بكم و بدونكم "
.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق