السبت، 15 ديسمبر 2018

كل شتاء وأنت بخير



 .........بخير ولا شئ يصفك أفضل من ذلك 
أقول لك تلك الكلمات بمناسبة أنك تحتفلين الآن بشئ ما ، ليست أعمارنا سوى مؤامرة كبيرة لا تصدقيها تخيري لكِ عمراَ و قرري العيش فيه ، أرى  في عينيكِ إقبال و شغف وحياة ، لا تسأمي العثرات و دعكي من العزلة والانكفاء 
تستحقين أن أكتب إليك مرارا و أستحق ألا يقرأ لي أحد على الإطلاق ، فحروفي سطحية و أنت مليئة بالتفاصيل ، عباراتي ركيكة و أنتِْ رقيقة ، أسلوبي تقريري و أنتِ مليئة بالأخيلة و البيان و رغم أن السجع حزين و موسيقى الألفاظ قاتمة الا أن حضورك كان دوما يضفي شيئاَ من الأمل ، أميل  الى الإطناب و أنتِ بايجاز شديد جميلة نضرة
أفتقدك أو أفتقد شعورا راودني حيالك ، لساني قد اعتزل الثرثرة و قلمي قد اعتزم الهجران ، شئ ما يدفعني للكتابة الآن لا أعرف ما هو
ربما أنتهى شئ و ربما ظننا أنه كذلك ، ربما كان نهاية لشئ و ربما هو بداية لأشياء ، وهناك أشياء لا تنهتي و أشياء تنتهي بحلول الشتاء
.
فكل شتاء و أنتِ بخير


الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

المغالاة

                                                                                                                                                                   
المغالاة هي ما اعتدته في إنفاق مشاعري فنظرت فيما تبقى لي الآن فوجدته ضئيلا هشا لا يقوى على حمل الكثير ، اعتدت ان أحزن بعنف فأفرغ ما بداخلي من أسى وكأنني أسقي الأرض أحزانا و أن أسعد فأشعر بالسعادة تتخللني و كأنني أهفو بها عاليا لأعطي طيور السماء نصيبها من سعادتي ، أحب ببزخ في البدايات و أكره بسخط في النهايات ، أتحمس فسرعان ما ينطفىء حماسي بمرور الوقت الذي يدرك جيدا كيف تُنحت الصخور و كيف تذبل الزهور و كيف يهرم الفتيان و كيف تنطفئ الأنوثة في أعين العجائز الجميلات .
صرت أدخر الآن شيئا من مشاعري و أبقي في خلدي دوما أن الأمور لا تدوم على حالها و غدا سننسى ، سننسى كيف كان النحيب و ستغيب عن أعيننا المشاهد و سنعلم جيدا أن القلب لا يتسع للكثير . ستصبح مع الوقت أكثر اعتيادية و أكتر امتصاصا وتقبلا و تقلباً و تبلدا . لا تدع البدايات تخدعك ببريقها فتهدرك طاقتك فيخمد بعدها حماسك و لا تترك الزمن يسلبك انطلاقك و فضولك . وبين حنين الى غد لم ألقاه وبين ماض لا أنساه أتهافت الى فهم حقيقتي التي لم أكتشفها بعد و الى ذاتي التي لطالما أثارت حيرتي .