الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

المغالاة

                                                                                                                                                                   
المغالاة هي ما اعتدته في إنفاق مشاعري فنظرت فيما تبقى لي الآن فوجدته ضئيلا هشا لا يقوى على حمل الكثير ، اعتدت ان أحزن بعنف فأفرغ ما بداخلي من أسى وكأنني أسقي الأرض أحزانا و أن أسعد فأشعر بالسعادة تتخللني و كأنني أهفو بها عاليا لأعطي طيور السماء نصيبها من سعادتي ، أحب ببزخ في البدايات و أكره بسخط في النهايات ، أتحمس فسرعان ما ينطفىء حماسي بمرور الوقت الذي يدرك جيدا كيف تُنحت الصخور و كيف تذبل الزهور و كيف يهرم الفتيان و كيف تنطفئ الأنوثة في أعين العجائز الجميلات .
صرت أدخر الآن شيئا من مشاعري و أبقي في خلدي دوما أن الأمور لا تدوم على حالها و غدا سننسى ، سننسى كيف كان النحيب و ستغيب عن أعيننا المشاهد و سنعلم جيدا أن القلب لا يتسع للكثير . ستصبح مع الوقت أكثر اعتيادية و أكتر امتصاصا وتقبلا و تقلباً و تبلدا . لا تدع البدايات تخدعك ببريقها فتهدرك طاقتك فيخمد بعدها حماسك و لا تترك الزمن يسلبك انطلاقك و فضولك . وبين حنين الى غد لم ألقاه وبين ماض لا أنساه أتهافت الى فهم حقيقتي التي لم أكتشفها بعد و الى ذاتي التي لطالما أثارت حيرتي .
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق