المغالاة هي ما اعتدته في إنفاق مشاعري فنظرت فيما تبقى
لي الآن فوجدته ضئيلا هشا لا يقوى على حمل الكثير ، اعتدت ان أحزن بعنف فأفرغ ما
بداخلي من أسى وكأنني أسقي الأرض أحزانا و أن أسعد فأشعر بالسعادة تتخللني و كأنني
أهفو بها عاليا لأعطي طيور السماء نصيبها من سعادتي ، أحب ببزخ في البدايات و أكره
بسخط في النهايات ، أتحمس فسرعان ما ينطفىء حماسي بمرور الوقت الذي يدرك جيدا كيف
تُنحت الصخور و كيف تذبل الزهور و كيف يهرم الفتيان و كيف تنطفئ الأنوثة في أعين العجائز الجميلات .
صرت أدخر الآن شيئا من مشاعري و أبقي في خلدي دوما أن
الأمور لا تدوم على حالها و غدا سننسى ، سننسى كيف كان النحيب و ستغيب عن أعيننا
المشاهد و سنعلم جيدا أن القلب لا يتسع للكثير . ستصبح مع الوقت أكثر اعتيادية و
أكتر امتصاصا وتقبلا و تقلباً و تبلدا . لا تدع البدايات تخدعك ببريقها فتهدرك طاقتك فيخمد
بعدها حماسك و لا تترك الزمن يسلبك انطلاقك و فضولك . وبين حنين الى غد لم ألقاه وبين
ماض لا أنساه أتهافت الى فهم حقيقتي التي لم أكتشفها بعد و الى ذاتي التي لطالما
أثارت حيرتي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق