أجيد السباحة ولكن فضلا لا تحدثني عن الأمواج المتلاطمة و السحب الضجرة و الرياح حين تأتي بما لا نشتهي
كنت بالأمس القريب أجيد الحديث عن نفسي فكنت أتحدث بلا توقف تقودني مشاعري و ترسلني أفكاري و تبعثرني أسراري كنت أشتهي الكتابة و أتوق إلى نفسي التي لم تكن بعيدة عن أصلها وقليلة كانت رتوشها و عيوبها . الآن أنا بين يديك أتوق الى نفسي التي لم أدركها الى حالة تحيلني قديسا أو ماجنا يتخبط في أرجاء المدينة . ساعدني بقليل من الإيماء و اترك لي على الطاولة مفاتيح بعض الكلام لعلي أتذكر من نثري شيئا يحيلني أديبا و ذكرني بمواعيد الدواء لعلي أنجح في إسكات أنين أعضائي لبعض من الوقت و أصبح لنفسي طبيبا و أمسي برأسي مريضا .
سأطلب منك بعد قليل أن ترحل فلا تعجب لأني أريد الانفراد بمشاعري التي لا أكاد أتبينها حتى أنساها لعلي أسكب من دمعي قصيدة أو أتراقص مع أهازيج بعيدة فأرى بها
غد واعد حالم ربما هو آت ولكنه يهوى مداعبتي و يستهوى تحرقي و شغفي
اليوم بمثابة شرودي و الأمس هو محض ميلادي و الغد في انتظاري أؤمن بذلك دون تعنف مع تباطىء الأزمان و رتابة الانتظار . ثمة شيء على كتفي سأنوء بحمله و سأرمي تبعة سقوطي عليكم فلا أقوى على الحساب و لا أحب أن أضحي بسجيتي و أطباعي لأظفر ببعض الإستحسان .
لا تحاول أن تفهم كلامي و لا أن تفسر مقصدي فقط اسمعني و ارحل اسمعني دون شغف و دون انطفاء اسمعني سماع المار للمنتظر الذي طال انتظاره اسمعني و ساعدني أن أراقب تفاصيل وجهك و خلجاتك لعلي أرى فيها انعكاسا لما قد اندثر بداخلي ونسيته وعجزت عن وصفه وسرده .
عليك أن ترحل الآن فأنا أريد الجلوس وحدي
الجمعة، 26 أبريل 2019
فقط اسمعني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق