السبت، 16 ديسمبر 2017

سيناريو السأم

واحد .. اثنان... ثلاثه ، يكتمل العد حتى ينتهي ولا يلبث حتى يعاد ، ملل لا يصدق ولا يوصف ، هاتوا لي بورقة وقلم لاكتب لكم السيناريو المعتاد لكل ما سيحدث ، سيناريو واحد تمخض عن الاف السيناريوهات الرمادية المتشابهه .
حياة شعواء تهوى  التقلب ، تسير الامور على ما يرام  الى ان تسكن اليها و تعطيها شيء من الأمان ،  ذلك القدر صياد ماهر  يتسلل يتوارى يتأني يقطب يكتم يزفر يصوب فيصيب  .. الركون الانتظار الاستمرارية الاعتياديه التعود التاقلم ، كم امقت تلك المصطلحات الملعونه تفرض نفسها بسطوة المعتدي على كل ما يعتريك من  حزن او فرح، خير او شر .
مللت "ماذا " الاستفاهميه الفضوليه لم تعد تثر فضولي  ، اخبرني عن  "متى" الزمن ، و"كيف" الخلاص والفرار او الاحتمال ،   و"لماذا" كل  هذا القلق و "أين " لك من هذا الصبر .
رغم كل  عاتيات الدهر  الا انها اصبحت معتادة طيعة التجاوز في خضم السجال ، وتبقى ما تخلفه في القلب من ذكرى لاذعة عصية الزوال . ويبقى لطف الله  وحده هو سلواك الوحيد للعيش.

الاثنين، 4 ديسمبر 2017

ثراء عابر

يجلس في غرفة مكتبه ذلك الوثير ، أثاث فخم ينم عن ذوق رفيع ، و رائحة عطر أصيلة يكتنفها دخان التبغ في  جو معبق بارد بفعل هواء المكيف .
طلاء المكتب يبعث راحة في النفس والعين  ، كل شئ تم انتقاؤه باحكام ، فقط تلك الشهادات المتراصة على الحائط قد أكسبت الرائي مزيجا من الشعور بالحيرة و عدم الواقعية ، ما قيمة شهادة علمية لرجل اعمال ثري مثل هذا !
اضجع على الكرسي في كسل تام  بعد ان خلع حذاءه  باسطا قدميه على الكرسي المقابل ،  يحدق في سقف المكتب قرابة الساعة ..
تناول هاتف السكرتارية الذي لم يتوقف عن الرن و الازعاج ،  وفي هدوء وبرود تامين حرصا  على مزاجه الصافي  " ألم أخبرك يا حيوانه ألا تزعجيني ، فانا أبرم صفقات  الان أهم منك و ممن يريدون مقابلتي "
- عذرا سيدي " سامح "ولكن مندوبة  شركة  الطلمبات بالخارج لا تكف عن طلب الدخول لرؤيتك .
- أخبريها اني قد انتحرت ، قد دهسني قطار أو أخبريها اني قد وظفت للعمل سكرتيره حمقاء و  غير مهنية،  كل ما يشغل بالها أن تنقع وجهها الدميم في طشت من المساحيق و كريمات التفتيح صبيحة كل يوم عمل .
ثم يصعق سماعة الهاتف في أذنها..
تمر نحو نصف دقيقة ، يعيد هو الاتصال بالسكرتيرة و في نبرة يكسوها بعض الفضول
- أرسلي لي صورتها على  "الواتساب " لأتفحص الأمر
يفتح الصوره ، يدقق في الوجه ، يتملق مميلا  برأسه يمينا ويسارا  يتمتم  " حسنا لا بأس بها  "
-    -اسمحي لها بالدخول
ينفتح الباب على وقع  نقرات كعب حذائها  ، لم يبد أي اهتمام بل قد أدار لها ظهر الكرسي المتحرك لينظر الى النافذه
-  -عذرا استاذ سامح للازعاج ولكن...
يقاطعها " تفضلي بالجلوس ، فأنا لم أسمح لك بالكلام بعد "
-   -  تعلمين يا أستاذه .. عذرا ما اسمك ؟
- -ميادة اسمي ميادة يا فندم
-   -تعلمين يا أستاذه ميادة ، كم عانيت وتكبدت كي أصل الى ما أنا عليه الآن ، الثراء حلم كبير ،  فالكثير من الذكاء مع كثير من العمل أعدك انك ستري شيئا بالغد ، لكن أتعلمين شيئا ، لا تصدقي  شيئا من هذا الهراء أنا أفتش عن مواضيع حوار لا أكثر .
ثم يستدير بالكرسي "  فلنتحدث في صلب العمل  قليلا ، عيناك قاتلة الجمال ، لماذا ترتدين تلك العوينات البغيضة ، انزعيها كي نعمل بشئ  من الحماس "
ثم يتوقف كل شئ ، مئات من الأظافر  حوله  تنغزه في كتفيه و بلهجة تنبيه وتحذير
" سامح .. سامح  استيقظ الدكتور يا سامح الدكتور  "
-        البشمهندس اللي نايم ورا ، مفيش مهندس ناجح بينام في الحاضره يا حبيبي
-        -لكن رجال الأعمال يفعلون يا دكتور