واحد .. اثنان... ثلاثه ، يكتمل العد حتى ينتهي ولا يلبث حتى يعاد ، ملل لا يصدق ولا يوصف ، هاتوا لي بورقة وقلم لاكتب لكم السيناريو المعتاد لكل ما سيحدث ، سيناريو واحد تمخض عن الاف السيناريوهات الرمادية المتشابهه .
حياة شعواء تهوى التقلب ، تسير الامور على ما يرام الى ان تسكن اليها و تعطيها شيء من الأمان ، ذلك القدر صياد ماهر يتسلل يتوارى يتأني يقطب يكتم يزفر يصوب فيصيب .. الركون الانتظار الاستمرارية الاعتياديه التعود التاقلم ، كم امقت تلك المصطلحات الملعونه تفرض نفسها بسطوة المعتدي على كل ما يعتريك من حزن او فرح، خير او شر .
مللت "ماذا " الاستفاهميه الفضوليه لم تعد تثر فضولي ، اخبرني عن "متى" الزمن ، و"كيف" الخلاص والفرار او الاحتمال ، و"لماذا" كل هذا القلق و "أين " لك من هذا الصبر .
رغم كل عاتيات الدهر الا انها اصبحت معتادة طيعة التجاوز في خضم السجال ، وتبقى ما تخلفه في القلب من ذكرى لاذعة عصية الزوال . ويبقى لطف الله وحده هو سلواك الوحيد للعيش.
السبت، 16 ديسمبر 2017
سيناريو السأم
الاثنين، 4 ديسمبر 2017
ثراء عابر
يجلس في غرفة مكتبه
ذلك الوثير ، أثاث فخم ينم عن ذوق رفيع ، و رائحة عطر أصيلة يكتنفها دخان التبغ في
جو معبق بارد بفعل هواء المكيف .
طلاء المكتب يبعث
راحة في النفس والعين ، كل شئ تم انتقاؤه
باحكام ، فقط تلك الشهادات
المتراصة على الحائط قد أكسبت الرائي مزيجا من الشعور بالحيرة و عدم الواقعية ، ما
قيمة شهادة علمية لرجل اعمال ثري مثل هذا !
اضجع على الكرسي
في كسل تام بعد ان خلع حذاءه باسطا قدميه على الكرسي المقابل ، يحدق في سقف المكتب قرابة الساعة ..
تناول هاتف
السكرتارية الذي لم يتوقف عن الرن و الازعاج ، وفي هدوء وبرود تامين حرصا على مزاجه الصافي " ألم أخبرك يا حيوانه ألا تزعجيني ، فانا
أبرم صفقات الان أهم منك و ممن يريدون
مقابلتي "
- عذرا سيدي "
سامح "ولكن مندوبة شركة الطلمبات بالخارج لا تكف عن طلب الدخول لرؤيتك .
- أخبريها اني قد
انتحرت ، قد دهسني قطار أو أخبريها اني قد وظفت للعمل سكرتيره حمقاء و غير مهنية، كل ما
يشغل بالها أن تنقع وجهها الدميم في طشت من المساحيق و كريمات التفتيح صبيحة كل
يوم عمل .
ثم يصعق سماعة
الهاتف في أذنها..
تمر نحو نصف
دقيقة ، يعيد هو الاتصال بالسكرتيرة و في نبرة يكسوها بعض الفضول
- أرسلي لي
صورتها على "الواتساب " لأتفحص
الأمر
يفتح الصوره ،
يدقق في الوجه ، يتملق مميلا برأسه يمينا
ويسارا يتمتم " حسنا لا بأس بها "
- -اسمحي لها بالدخول
ينفتح الباب على
وقع نقرات كعب حذائها ، لم يبد أي اهتمام بل قد أدار لها ظهر الكرسي
المتحرك لينظر الى النافذه
- -عذرا استاذ سامح للازعاج ولكن...
يقاطعها "
تفضلي بالجلوس ، فأنا لم أسمح لك بالكلام بعد "
- -
تعلمين يا أستاذه .. عذرا ما اسمك ؟
- -ميادة اسمي ميادة يا فندم
- -تعلمين يا أستاذه ميادة ، كم عانيت وتكبدت كي أصل الى ما أنا عليه
الآن ، الثراء حلم كبير ، فالكثير من الذكاء
مع كثير من العمل أعدك انك ستري شيئا بالغد ، لكن أتعلمين شيئا ، لا تصدقي شيئا من هذا الهراء أنا أفتش عن مواضيع حوار لا
أكثر .
ثم يستدير بالكرسي " فلنتحدث في صلب العمل قليلا ، عيناك قاتلة الجمال ، لماذا ترتدين تلك
العوينات البغيضة ، انزعيها كي نعمل بشئ
من الحماس "
ثم يتوقف كل شئ ، مئات من الأظافر حوله تنغزه
في كتفيه و بلهجة تنبيه وتحذير
" سامح .. سامح استيقظ الدكتور
يا سامح الدكتور "
-
البشمهندس اللي نايم ورا ، مفيش مهندس ناجح بينام في الحاضره يا حبيبي
- -لكن رجال الأعمال يفعلون يا دكتور
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)