يجلس في غرفة مكتبه
ذلك الوثير ، أثاث فخم ينم عن ذوق رفيع ، و رائحة عطر أصيلة يكتنفها دخان التبغ في
جو معبق بارد بفعل هواء المكيف .
طلاء المكتب يبعث
راحة في النفس والعين ، كل شئ تم انتقاؤه
باحكام ، فقط تلك الشهادات
المتراصة على الحائط قد أكسبت الرائي مزيجا من الشعور بالحيرة و عدم الواقعية ، ما
قيمة شهادة علمية لرجل اعمال ثري مثل هذا !
اضجع على الكرسي
في كسل تام بعد ان خلع حذاءه باسطا قدميه على الكرسي المقابل ، يحدق في سقف المكتب قرابة الساعة ..
تناول هاتف
السكرتارية الذي لم يتوقف عن الرن و الازعاج ، وفي هدوء وبرود تامين حرصا على مزاجه الصافي " ألم أخبرك يا حيوانه ألا تزعجيني ، فانا
أبرم صفقات الان أهم منك و ممن يريدون
مقابلتي "
- عذرا سيدي "
سامح "ولكن مندوبة شركة الطلمبات بالخارج لا تكف عن طلب الدخول لرؤيتك .
- أخبريها اني قد
انتحرت ، قد دهسني قطار أو أخبريها اني قد وظفت للعمل سكرتيره حمقاء و غير مهنية، كل ما
يشغل بالها أن تنقع وجهها الدميم في طشت من المساحيق و كريمات التفتيح صبيحة كل
يوم عمل .
ثم يصعق سماعة
الهاتف في أذنها..
تمر نحو نصف
دقيقة ، يعيد هو الاتصال بالسكرتيرة و في نبرة يكسوها بعض الفضول
- أرسلي لي
صورتها على "الواتساب " لأتفحص
الأمر
يفتح الصوره ،
يدقق في الوجه ، يتملق مميلا برأسه يمينا
ويسارا يتمتم " حسنا لا بأس بها "
- -اسمحي لها بالدخول
ينفتح الباب على
وقع نقرات كعب حذائها ، لم يبد أي اهتمام بل قد أدار لها ظهر الكرسي
المتحرك لينظر الى النافذه
- -عذرا استاذ سامح للازعاج ولكن...
يقاطعها "
تفضلي بالجلوس ، فأنا لم أسمح لك بالكلام بعد "
- -
تعلمين يا أستاذه .. عذرا ما اسمك ؟
- -ميادة اسمي ميادة يا فندم
- -تعلمين يا أستاذه ميادة ، كم عانيت وتكبدت كي أصل الى ما أنا عليه
الآن ، الثراء حلم كبير ، فالكثير من الذكاء
مع كثير من العمل أعدك انك ستري شيئا بالغد ، لكن أتعلمين شيئا ، لا تصدقي شيئا من هذا الهراء أنا أفتش عن مواضيع حوار لا
أكثر .
ثم يستدير بالكرسي " فلنتحدث في صلب العمل قليلا ، عيناك قاتلة الجمال ، لماذا ترتدين تلك
العوينات البغيضة ، انزعيها كي نعمل بشئ
من الحماس "
ثم يتوقف كل شئ ، مئات من الأظافر حوله تنغزه
في كتفيه و بلهجة تنبيه وتحذير
" سامح .. سامح استيقظ الدكتور
يا سامح الدكتور "
-
البشمهندس اللي نايم ورا ، مفيش مهندس ناجح بينام في الحاضره يا حبيبي
- -لكن رجال الأعمال يفعلون يا دكتور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق