الأحد، 15 يناير 2017

الحب العذري

أن تحب شخص وهو لا يدري .......
أن تسهر الليل تتذكر محاسنه ، وتتجلى أمام عينيك نظراته ، وتسمع صدى كلماته يسري في أذنيك ......
أن تترقب نظره خاطفه منه يكون لها وقع الماء للظمئان .......
أن تتمنى أن تحدثه وتذهب اليه وحين ما تحن لك الفرصه ، يختلج صدرك ، ويضطرب قلبك ، ويتلعثم لسانك بالكلام .....
حينما تزداد قوة الجاذبيه الأرضيه لرؤيه حبيبك فتتسمر مكانك لا تستطيع الحراك ......
ذلك الشعور الذي يتعاظم ويتفاقم في قلب الحبيب بمرور الأيام التي يعيشها محبوبه دون أن يشعر بذلك العذاب و تلك اللذه
وقت نظن فيه أن أحبائنا ملائكه يمشون بين البشر على تلك الأرض ، ذلك الزمن الذي نكون فيه صادقين بعاطفتنا ، نبذل فيه التضحيات من أجل حبنا ، لا نألو جهدا في سبيله ، ولا ندخر ساعه فيه...
 مثل ذلك الحب العذري الأفلاطوني الذي يحتوي الحبيب ويعذبه في منأي عن الحقائق بعيدا كل البعد عن الواقع ، فالعاشق يري معشوقه كا ملا صحيحا ، جميل الطباع لا يتصور أنه سيأتي يوم سيقسو هو عليه ، ولا يدور في مخيلته أنه سيأتي يوما سيبادله معشوقه الهويه ، وسيكون هو الجاني ومعشوقه ضحيه ..
 عندما يصل الحب في قلبك أنك تخاف مصارحته حتى لا يصدمك رأيه خوفا من خسارتك إياه
أن تفضل العيش في عذاب الكتمان وأن يطفي نار ولعك نظره تختلسها منه ، أهون عيك من خساره حتى تلك النظرات.....
حب جميل خامد في ظاهره  ، مشتعل أليم في باطنه .....
يأخذك الى أعلى القمم ، و من الممكن أن يهوي بك إلى أدنى السفوح ....
فهو حب غريزي لم تلطخه بعد نوازع الطمع والأنانيه والغلظه والقساوه ، ينزف فيه الحبيب كتمانا ، ويدفع ثمنه الاما ....
هو أن تنتوي مصارحته بما فاضت به طيات صدرك وتحدد لذلك الميعاد والمكان ... وتفاجئ بنفسك ينما تجد نفسك تخوض في مواضيع أخري غير ما كنت تنتوي أن تبوح وتفضي به .....
وفي الحقيقه إن الحب من طرف واحد أشبه بشمعه يزداد نورها الصادر عنها كلما حاوطتها بكفيك
 هكذا فعل الحبيب العاشق فهو يحوط شمعة حبه فيزداد نورها في قلبه ويدوم اشتعالها الدافئ
أما اذا فكر بمصارحة حبيبه فهو يعرض شمعة حبه اما لاشتعال يدوم ويزداد ، واما لانطفاء بفعل الصدمه والخساره
أتمنى لو أذهب بكل جوارحي لكل برئ خدعه ذلك الوهم السرمدي ،أزعق في وجهه و أهزه هزا صارخا في وجهه كفاك ظلما لنفسك . الحب  حالة  نعيشها و تغمرنا ، ليس بصورة على حائط عريق نمضي الوقت في الاعجاب بجاذبيتها و اطلالها .

لا تخجلوا من مشاعركم التي جبلتم وفطرتم عليها ، امضوا في التجارب بقلوبكم لا بعيونكم و تصلبكم خلف أبواب الخوف ومصارع اللحظات . العمر قصير قصير جدا اذا علمتم ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق