أتعلم حين تصل الى نقطة لا ترى منها نهاية و لا قبلها بداية ، متخبط قليلا ، الخوف يملأ قلبك ، صارت الخطى هي أثقل القرارات و أمضها .
لماذا صرت هشا الى تلك الدرجة ، و أنت الذي كنت تظن بنفسك حساسية مفرطة تجاه ما يقلب مزاجك و يعكر من صفوك ، أنت فاقد القدرة الآن أن تعرف ما الذي حل بك و على الأقل ماذا تريد من نفسك أو حتى من الناس .
ربما هي نزعة طفولية قليلا أنك تود أن ترى في الكون انعكاسات كآباتك و مرآة لمزاجك ، و لكنه من الاجحاف أيضا أن تظن بنفسك خفاشا يستطيع أن يسهر الليل دون أنيس ، أو تظن أنك راهب قادر على اعتزال الناس .
أنت تروح و تجئ وتشارك وتخالط الناس..
..و حين تجلس في الغرفة وتطفئ الأنوار ، ثمة شئ ناقص تفتقده ، جزء ما في داخلك لم يصل له بشر حتى المقربين اليك.
..
قالوا ان افتقادك لشئ هو أكبر دليل على أنه موجود حقا ، له كيان في مكان ما ، ظمؤك جوعك ، تهم بالبحث عن ماء وطعام وماذا عن ظمأ وجوع القلوب ، ثمة قلوب تتضور من فرط الجوع ما السبيل لاطعامها ، وأي طعام تستسيغه و أي طعام ستلفظه .
ربما الهرب أحيانا هو سيد الموقف و الحكمة و الرجحان ، هناك أمور لو واجهتها لن تستطيع التصدي إزاءها ، ستحاول نعم
ولكن ستسنفذ ، ستعتصرك عصرا .
أشكال الهرب كثيرة سيدي ، ستتجنب الجلوس منفردا ،ولا تحاول الحديث الى نفسك ، اذا شعرت أن شئ بداخلك سينغص اهرب منه لا تدعه يحيطك أو يحتويك ، اذا شعرت بذلك الظمأ الذي كنا سنتحدث عنه ، لا ينفعك الماء و لن يطيل بك الخمر مفعولا .
تراني أنصحك الان و أطيل الحديث عن المشكلة وأنا وأنت نعرف الحل ..
ولكن أتعلم أذكر مرة أنني حزنت كثيرا ، فبحثت عمن لا أحتاج كثيرا أن أوصف له ما بداخلي حتى يشعر بي ، نعم يا صديقي هو طبيب ولكن من نوع خاص جدا ، دون عيادة و دون- روشته- ودون أن تتحدث كثيرا و دون خوف من أن ينصفك التوفيق في التعبير و استدعاء اللفظ المناسب أو لا ينصفك .
ثمن الكشف متواضع جدا يا صديقي
حين تجلس في الغرفة وتطفئ الأنوار ، ثمة شئ ناقص تفتقده ، جزء ما في داخلك لم يصل له بشر حتى المقربين اليك ..
فقط ستضم سيف يدك اليمنى إلى سيف يدك اليسرى وتبسط الكفين الى السماء وتبكي في حضرة الله .
فقط ستضم سيف يدك اليمنى إلى سيف يدك اليسرى وتبسط الكفين الى السماء وتبكي في حضرة الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق