الأحد، 15 يناير 2017

وحيدا رأيته

يجلس على قارعة الطريق  في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل ، برودة الجو تضيف الى أطرافه شئ  من التخبط لا يقل عن ذلك الذي يدور  في رأسه ، ينكمش على نفسه وببطء شديد يخرج من جيبه علبة السجائر ليتلقط لفافة يضمها بين شفتيه ويشعلها ، ينفث أول الأنفاس ويقول بصوت مسموع " ولكنها أيضا كانت غبية ، كانت تطيل الحديث وتضحك كالمجنونة و تشتعل غضبا فتحس أن القيامة تقوم  كل أفعالها لا تخلو من المغالاة و المزايدة "
يطيل سحب النفس التالي تلك المرة وينفثه ببطء ويتبع حديثه  المسموع الى نفسه " ولكنها كانت تحبني ، أعادت الى حياتي معناها الذي غاب عني ، قادت لي هويتي التي فقدتها في صراعات الحياة وتقلباتها الشعواء ، علمتني أن أضحك رغم أنني صاحب النكات ، و فقدت أحزاني معها ذلك الطابع اللاذع دائم الأثر "
ثم ينفث نفسا آخر وينظر الى السماء فاذا بنجم ساطع يلمع في عتمة السماء وقتامتها ، يقول " كانت كالنجم الساطع "
ثم ينفث مجددا " كانت كالنجم الساطع "
" كانت كالنجم الساطع "
ويكررها ويسحب الأنفاس
ثم توقف ، لم تنتهي سجائره بل تلاشى النجم بحلول الصباح . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق